انطلقت، يوم أمس الثلاثاء 16 ابريل الجاري بالمركز الوطني محمد السادس للمعاقين بمدينة سلا،وبرعاية جلالة الملك محمد السادس، الدورة الـ 15 للمنتدى الوطني للإعاقة، حول موضوع “رياضة الأشخاص ذوي الإعاقة رافعة للتنمية الدامجة: علاج وتميز”.
ويهدف المنتدى الذي ينظم بمناسبة اليوم الوطني للأشخاص في وضعية إعاقة، على الخصوص، إلى وضع رياضة المعاقين بالمغرب تحت المجهر لتقييم حصيلتها واكراهاتها وتأثيرهة الايجابي على دمج واندماج الشخص من ذوي الاحتياجات الخاصة في النسيج المجتمعي وذلك بالمقارنة مع التجارب الرياضية ذات الصلة على المستوى الدولي والقاري.
وتعرف هذه الدورة حسب المنظمين مشاركة ما يناهز 800 شخص من المهتمين برياضة الأشخاص في وضعية إعاقة من المغرب وخارجه، وتسعى لتعزيز حق ولوج الأشخاص ذوي الإعاقة إلى مختلف الأصناف الرياضية، التنافسية منها والترفيهية، وذلك من أجل تحقيق تنمية دامجة وشاملة.
وتميزت الجلسة الافتتاحية التي ترأسها مدير المركز الدكتور خالد بنحسن ، بالقاء كلمات بالمناسبة، حيث أكد رئيس مجلس إدارة مؤسسة تسيير المركز الوطني محمد السادس للمعاقين، محمد فكرت، أن المركز، باعتباره مؤسسة مرجعية في مجال مواكبة الأشخاص في وضعية إعاقة، يسعى إلى جعل هذا المنتدى رافعة علمية وأداة للدعم التقني وفرصة للتشاور والمشاركة، وذلك بفضل شراكاته المنتظمة مع هيئات وجمعيات المجتمع المدني والقطاعات والمؤسسات ذات الصبغة الاجتماعية.
وأبرز نفس المتحدث أن الدورة الحالية، المنظمة من قبل المركز بتعاون مع الأولمبياد الخاص المغربي والجامعة الملكية المغربية لرياضة الأشخاص في وضعية إعاقة، ستتطرق لمواضيع ذات الأولوية الرامية إلى تعزيز حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة في المغرب، مشيرا إلى أن هذا المنتدى يشكل فرصة لتعبئة جميع المتدخلين في مجال دعم الأشخاص في وضعية إعاقة على المستوى الوطني والدولي.
بدوره، أفاد المدير الوطني للأولمبياد الخاص المغربي، نسيم الشرادي، في كلمة مماثلة، بأن مهمة الأولمبياد الخاص هي توفير التداريب والمنافسات في 32 نوعا من الرياضات الأولمبية على مدار السنة لفائدة الأطفال والكبار وذوي الإعاقة، بالإضافة إلى منحهم الفرصة لتطوير لياقتهم البدنية والرفع من معنوياتهم.
وأوضح الشرادي” أنه، بفضل الرعاية الملكية التي تشمل الرياضة والرياضيين والأشخاص في وضعية إعاقة بمختلف أرجاء المملكة، شهد برنامج الأولمبياد المغربي تطورا متسارعا تمثل في زيادة الأصناف الرياضية والرفع من عدد الممارسين والمدربين، فضلا عن مضاعفة التظاهرات الرياضية والدورات التكوينية” .
من جهته، أبرز رئيس الجامعة الملكية المغربية لرياضة الأشخاص في وضعية إعاقة، حميد العوني، أن المنتدى “يشكل لحظة مهمة لاستشراف سبل الرقي بالشخص في وضعية إعاقة واندماجه في المجتمع عبر الممارسة الرياضية”، مبرزا أنه يشكل أيضا مناسبة سانحة لتدارس ومناقشة القضايا التي تهم الأشخاص في وضعية إعاقة.
وبعد التذكير بالعناية الملكية لتطوير الرياضة عموما والرياضة البارلمبية المغربية على وجه الخصوص، أشار العوني إلى أن الجامعة الملكية المغربية لرياضة الأشخاص في وضعية إعاقة، وبشراكة مع وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، ستنظم النسخة الـ8 من الملتقى الدولي للبارا ألعاب القوى من 26 إلى 28 أبريل الجاري، بمشاركة أكثر من 60 دولة وحوالي 450 عداء وعداءة.
وتميزت الجلسة الافتتاحية للمنتدى بالقاء عرض مهم حول ” رياضة الاشخاص ذوي الاعاقة ، العلاجية والترفيهية والتنافسية – المعايير الدولية والادبيات والممارسات الجيدة – قدمه الخبير الدولي التونسي طارق السويعي مدير اللجنة البارالمبية الاسيوية .
كما تم عرض شريط مؤسساتي وثائقي تحت عنوان “رياضتي… فرصة للرفاه”، بالإضافة إلى تكريم أبطال وبطلات تميزوا بإنجازاتهم العالمية في رياضة ذوي الإعاقة في مختلف المسابقات الدولية خلال سنة 2023 .
وسينكب المشاركون، من خلال عدد من الورشات الموضوعاتية ، وفي ثلاثة أيام، على إبراز ومناقشة أثر رياضة الأشخاص ذوي الإعاقة على الرفاه الاجتماعي والجسدي والعقلي، في أفق التنمية الدامجة والشاملة، بالإضافة إلى عرض وتبادل النماذج والتجارب العالمية الناجحة في مجال العلاج بالممارسة الرياضية بالنسبة للإعاقة الذهنية واضطراب طيف التوحد.
ربيع الغويل